بالتأكيد سمعت عن اوبرا زرقاء اليمامة، أول اوبرا سعودية على الإطلاق.

في هذا المقال نسافر إلى أعماق زرقاء اليمامة ونكشف لك كيف أصبحت هذه الملحمة هي الأعظم في الوطن العربي.

من قلب السعودية، تنبثق بذور إنجازٍ غير مسبوق يضيء الآفاقَ الفنية كأول أوبرا سعودية تحمل عنوان زرقاء اليمامة.

بلا شك، هذه الأوبرا ليست مجرد عمل فني عابر، بل إنها تمثيل لنقلة نوعية في المشهد الثقافي العربي، تعكس كيف يمكن للإبداع المحلي أن يرتقي بصورة عالمية.

إليك كل ما عليك معرفته عن اوبرا زرقاء اليمامة، أول اوبرا سعودية:

إنجازٍ غير مسبوق في المشهد الفني السعودي

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية أول عرض أوبرالي سعودي “أوبرا زرقاء اليمامة”، تحت رعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ورئيس  مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية.

انطلقت اوبرا زرقاء اليمامة على خشبة مسرح مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، بعد أن سجلت حضورهها أولاً في قاعة غولد سميث العريقة في وسط لندن في فبراير 2024 .

 تجمع أوبرا زرقاء اليمامة بين جمال الشعر العربي وأسلوب الأوبرا العالمية، تم التخطيط لهذه القطعة الفنية من قبل الهيئة قبل ثلاث سنوات في بداية عام 2020، هادفة من خلالها إلى تعزيز الحراك الثقافي السعودي، وإبراز المواهب الوطنية، وإعادة إنتاج قصص شهيرة موروثة من الجزيرة العربية بشكلٍ معاصر ، لتعزيز التبادل الثقافي الدولي، وهو أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030.

قصة اوبرا زرقاء اليمامة

تدور أحداث هذه الأوبرا حول زرقاء اليمامة، الشخصية الأسطورية التي خلدها تاريخ العرب خلال عصر ما قبل الإسلام.

ذات العينين الزرقاوتين، هي امرأةٍ من قبيلة جديس عاشت في منطقة اليمامة في نجد، ضرب بها المثل في حدِّة النظر، إذ قيل أنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام وبهذه القدرة أنذرت قومها بأن وفود حسان بن تبع الحميري ومجموعه قادمة إليهم مستترة بالأشجار تريد غزوهم، ولكن اتهموها بالخرف ولم يصدقوها فاجتاحهم الأخير وقضى عليهم، لتعيد الرواية اليوم من خلال سرد درامي يدور هذه الأحداث ، ضمن عرض بصري وعبر ألحان موسيقية وتطورات درامية متقنة وغير مسبوق وأداء أخّاذ يجمع المواهب السعودية والعالمية.

فريق عمل أوبرا زرقاء اليمامة

تمثل أوبرا زرقاء اليمامة التعاون الإبداعي بين أرقى الفنانين السعوديين ونظرائهم من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على الثقافة العربية الأصيلة، القصة من تأليف الشاعر السعودي صالح زمانان، الحائز على عدة جوائز محلية ودولية عن شعره ومسرحياته، الذي استوحاها من قصة الزرقاء التاريخية مضيفاً بصمته الأدبية الخاصة عليها.

سوسن البهيتي: أول مغنيّة أوبرا سعودية تغني بـ 4 لغات

تشارك أول مغنية أوبرا سعودية، سوسن البهيتي في أوبرا زرقاء اليمامة، بينما تقود السوبرانو العالمية سارة كونولي جوقة من المغنين الرئيسيين من ضمنهم تسع مواهب سعودية، منهم خيران الزهراني، وريماز العقبي للعب أدوار رئيسية في الأوبرا.

وتُؤدي أوركسترا دريسدنر سينفونيكر المقطوعات الموسيقية للأوبرا، ترافقها جوقة الفيلهارموني التشيكية، فيما يتولى المخرج المسرحي دانييل فينزي باسكا، مهمّة تنظيم العرض إلى جانب المؤثّرات المسرحية الخاصة لابتكار مشاهد، تجسّد واقع القصّة وتنقل الجمهور إلى أجواء الجزيرة العربية قديماً.

أزياء أوبرا زرقاء اليمامة: عرض للتاريخ والثقافة

 لمسات أساسية أضيفت للأوبرا في تصاميم الأزياء الخاصة بالأوبرا نفذتها مصمّمة الأزياء جيوفانا بوزي وفريقها،  ضمت جماليات بصرية لعصر ما قبل الإسلام ، لتحول الأزياء هنا إلى لغة بصرية، يحفظ بين طياته تاريخ الشعوب .

وراء كواليس أوبرا زرقاء اليمامة

 في خطوة طموحة لتعزيز الحراك الثقافي وتنمية المواهب الفنية منذ الصغر، أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية عن إطلاقها لدورات أوبرا من سنّ الطفولة، بالإضافة إلى أكاديمية متخصّصة في فنون الموسيقى لتخريج مواهب في مختلف مجالات الفنون، كما أعلنت الهيئة عن  قرب انتهاء تأسيس المسرح الوطني، الذي سيكون قائداً للإبداع في الفنون الأدائية، ويبني القدرات البشرية لصناعة مسرحية محلية بجودة عالمية.